** عندما نجري مسحا لكل ما كتب وارتفعت به الهتافات عن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، سنجد خطوطا عامة تصل أحيانا إلى درجة الرغبات الشخصية لكل فئة تظن بشكل ما أنها لم تأخذ نصيبها مما تراه مستحقا لها، والقليل هم الذين استطاعوا أن يحددوا معالم الإصلاح وأهدافه. أستطيع القول إن الإصلاح هدف يحظى برغبة الجميع وإجماعهم، والاختلاف والتباين يأتي في التفاصيل، وفيها يكمن الشيطان؟! وأغلبنا ــ كرأي عام ــ يسعى لإصلاح نستفيد منه كأفراد أو مجموعات، وربما نناهض بقوة نفس ما طلبناه لأنفسنا لو كان لغيرنا لأسباب متنوعة؟! بل وأحيانا للجنس الآخر، حتى ولو كان زوجة أو أختا، لو تعارض ذلك مع مصالحنا ورغباتنا في التفرد والتحكم؟!
في يقيني أن الإصلاح ينبغي أن يكون للوطن ليكون نموذجا رفيعا في التعامل الإنساني والعدل والمساواة، تنعكس مزاياه بشكل طبيعي على المواطنين ليكونوا بدورهم نماذج رفيعة في الأخوة والتكافل والتعاون البناء والعمل المثمر والإبداع لمصلحة الوطن أولا، بما يعود نفعه على الجميع كل بحسب عطائه وإسهامه في دفع عجلة الإنتاج وتطويرها. وهذه المنظومة لا تتحقق بقرار من مسؤول أو مطالبة حشود من البشر تفرض مطالبها بقوة الهدير وليس بحب الوطن؟! وإنما تتم بإنتاج ثقافة تعايش مشتركة ليس فيها للأنانية مكان، وشعارها: الوطن يحتضن الجميع، والفرص متاحة للجميع. كما أن الإصلاح ــ كمنظومة مترابطة ــ لا يكتمل إلا بوجود مواطنين على درجة كبيرة من الوعي والانتماء، تغلب عندهم المصلحة العامة على الفردية دون ندم؟! فمثلا، كلنا نتحدث عن الفساد كوحش شرس يأكل كل مكاسبنا العامة والخاصة، ونزعم كلنا أيضا أننا نحاربه. فهل الفساد الذي ندعي محاربته نبتة شيطانية، أم هو راشٍ ومرتشٍ واختلاسات منا وفينا؟! وإذا كان الفساد يتمثل في ذلك من وجهة نظرنا، فمن هو الفاعل، وما هو دوره في انتشار هذا الوباء؟ وهل لو استطعنا قطع الرشوة من منبعه (الراشي)، فهل يعيش الفساد ويهدر ثرواتنا.؟! هناك نماذج يفخر بها الوطن في النزاهة ونظافة اليد، فهل يمكن أن نجعل منها كتابا يقرأه ومنهجا يدرسه الجميع، ويكون كل منا قدوة في موقعه، أم نظل نسخط على الفساد الذي هو إعدام لأي إصلاح، ومن ثم نرفع عقيرتنا بالمطالبة ونردد ونتهم وتدور أصابعنا في كل الاتجاهات عدا صدورنا؟! أيضا هناك جانب حيوي في الإصلاح يعتبر مسؤوليتنا كأفراد، وهو اعتبار كل الممتلكات العامة مسؤولية مشتركة نحافظ عليها كما نحافظ على ممتلكاتنا الخاصة، بدءا من التيار الكهربائي في المباني الخاصة والعامة، إلى المباني نفسها، إلى الطرقات والأرض والنظافة والمياه والصرف... إلى آخره. عندما تصل سلوكياتنا إلى هذه الدرجة، سنجد كل المنظومة الإصلاحية في متناولنا من غير أن نبح أصواتنا بالصراخ والتجمهر وتخريب الممتلكات احتجاجا على الوضع السياسي والاقتصادي! فكيف يمكن فهم أن يتم إصلاح بالتخريب ووقف عجلات الإنتاج؟!
مستشار إعلامي
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة
في يقيني أن الإصلاح ينبغي أن يكون للوطن ليكون نموذجا رفيعا في التعامل الإنساني والعدل والمساواة، تنعكس مزاياه بشكل طبيعي على المواطنين ليكونوا بدورهم نماذج رفيعة في الأخوة والتكافل والتعاون البناء والعمل المثمر والإبداع لمصلحة الوطن أولا، بما يعود نفعه على الجميع كل بحسب عطائه وإسهامه في دفع عجلة الإنتاج وتطويرها. وهذه المنظومة لا تتحقق بقرار من مسؤول أو مطالبة حشود من البشر تفرض مطالبها بقوة الهدير وليس بحب الوطن؟! وإنما تتم بإنتاج ثقافة تعايش مشتركة ليس فيها للأنانية مكان، وشعارها: الوطن يحتضن الجميع، والفرص متاحة للجميع. كما أن الإصلاح ــ كمنظومة مترابطة ــ لا يكتمل إلا بوجود مواطنين على درجة كبيرة من الوعي والانتماء، تغلب عندهم المصلحة العامة على الفردية دون ندم؟! فمثلا، كلنا نتحدث عن الفساد كوحش شرس يأكل كل مكاسبنا العامة والخاصة، ونزعم كلنا أيضا أننا نحاربه. فهل الفساد الذي ندعي محاربته نبتة شيطانية، أم هو راشٍ ومرتشٍ واختلاسات منا وفينا؟! وإذا كان الفساد يتمثل في ذلك من وجهة نظرنا، فمن هو الفاعل، وما هو دوره في انتشار هذا الوباء؟ وهل لو استطعنا قطع الرشوة من منبعه (الراشي)، فهل يعيش الفساد ويهدر ثرواتنا.؟! هناك نماذج يفخر بها الوطن في النزاهة ونظافة اليد، فهل يمكن أن نجعل منها كتابا يقرأه ومنهجا يدرسه الجميع، ويكون كل منا قدوة في موقعه، أم نظل نسخط على الفساد الذي هو إعدام لأي إصلاح، ومن ثم نرفع عقيرتنا بالمطالبة ونردد ونتهم وتدور أصابعنا في كل الاتجاهات عدا صدورنا؟! أيضا هناك جانب حيوي في الإصلاح يعتبر مسؤوليتنا كأفراد، وهو اعتبار كل الممتلكات العامة مسؤولية مشتركة نحافظ عليها كما نحافظ على ممتلكاتنا الخاصة، بدءا من التيار الكهربائي في المباني الخاصة والعامة، إلى المباني نفسها، إلى الطرقات والأرض والنظافة والمياه والصرف... إلى آخره. عندما تصل سلوكياتنا إلى هذه الدرجة، سنجد كل المنظومة الإصلاحية في متناولنا من غير أن نبح أصواتنا بالصراخ والتجمهر وتخريب الممتلكات احتجاجا على الوضع السياسي والاقتصادي! فكيف يمكن فهم أن يتم إصلاح بالتخريب ووقف عجلات الإنتاج؟!
مستشار إعلامي
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة